أكد المتحدثون في ندوةٍ برام الله، الثلاثاء، أهمية إجراء الانتخابات العامة لتثبيت الكيانية السياسية الفلسطينية وتقويتها بإشراك الجميع فيها، ولو اقتضى الأمر الاشتباك مع إسرائيل سياسياً، داعين القوى والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني الى الضغط لإجراء الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، وإصدار مرسوم رئاسي يحدد موعدها.

وشارك في الندوة، التي نظمها تحالف السلام الفلسطيني، وأدارها الاعلامي رامي مهداوي، كلٌّ من: نبيل عمرو، القيادي في حركة “فتح”، وهشام كحيل، المدير التنفيذي للجنة الانتخابات، ونظير مجلي، الصحافي والخبير في الشؤون الإسرائيلية.

وفي مداخلته، أكد عمرو ضرورة إصدار مرسوم رئاسي ينص على إجراء الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس ومن داخل القدس، ونطلب من العالم أن يدعمنا في ذلك، وليس أن ننقل القرار بشأن إجراء الانتخابات في القدس إلى إسرائيل.

وأضاف: ليس من المعقول أن نُكتف أيدينا ونقول إننا قدمنا طلباً لإسرائيل للسماح لنا بإجراء انتخابات في القدس، وننتظر منها أن تمنحنا الموافقة على إجرائها.

وتابع عمرو: عملية الانتخابات ليست مطلبية إدارية وفنية، بل سياسية، وأهالي القدس يمكن أن يلعبوا دوراً مهماً في دعم الانتخابات، وهي تقويهم، وانتصر أهالي القدس في معركة البوابات وحماية الأقصى والقدس، وهم قادرون أيضاً على حماية حقهم في الاقتراع.

وحذر عمرو من خطورة أن تكون الديمقراطية والانتخابات آليات لتثبيت الحكم الشمولي، مشيراً إلى أن هناك قوى في الساحة الفلسطينية ترى في الانتخابات اختبار قوة، وهي لا تريد هذا الاختبار لأنها لا تستطيع اجتيازه، وبالتالي فإن مصالحها مهددة.

واعتبر عمرو أن “هناك فوضى في الطروحات السياسية، وهذا يجر أخطاء كثيرة، ويوسع عدم الثقة بين الجمهور والمستوى السياسي”.

وعن ضرورة التوافق، اعتبر عمرو أنه “لو كان هناك توافق أصلاً، لأنهينا الانقسام”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه “من الخطأ اعتبار “حماس” تدير أمراً واقعاً في غزة، بل يتعدى ذلك فهناك دخول في مواضيع سياسية كبرى، كصفقة التهدئة مع إسرائيل، وهي صفقة سياسية وليست فنية، و”حماس” كذلك تُجري مفاوضات مع مصر، وتسعى لإقامة تحالف مع إيران، وبذلك فإن الأمر تجاوز أن يكون إدارة أمر واقع”.

ودعا كافة الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني إلى إعلاء صوتها والمطالبة بإجراء الانتخابات، وحماية حق المواطن في الاقتراع، وقال: الكل متفق على أن الانتخابات ليست حلاً سحرياً لكل المشاكل، ولكن متفقون أيضاً على أن الانتخابات هي الصيغة الوحيدة لتثبيت أي نظام سياسي وتجديد شرعيته.

كحيل: البيئة مواتية لإجراء الانتخابات

وتحدث كحيل في مداخلته عن لجنة الانتخابات المركزية ودورها، وقال: تُحاول اللجنة خلال عملها تذليل العقبات والإشكاليات وحلها، فجزءٌ أساسيٌّ من عملها هو أن تضمن شمولية الانتخابات.

وأضاف: ما لمسناه أن هناك إصراراً من الرئيس محمود عباس وحركة حماس وكل الأطراف على إجراء الانتخابات، وجميعهم لا يريدون انتخابات بدون مشاركة القدس.

وأشار كحيل إلى أن “اللجنة بدأت العمل على الإطار الزمني، والبيئة مواتية لإجراء الانتخابات، ولكن موضوع القدس حالياً هو الموضوع الأساس، وهو موضوع سيادي وسياسي، وليس موضوعاً فنياً”.

وبخصوص تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية، أوضح كحيل أنه تم التوافق على إصدار مرسوم واحد يحدد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وأن تكون التشريعية أولاً، ثم تليها الرئاسية خلال مدةٍ أقصاها ثلاثة أشهر.

وعن ضرورة التزام من يريد دخول الانتخابات ببرنامج منظمة التحرير، بيّن كحيل أن “كل القوانين تطلب من أيٍّ كان الالتزام بالدستور أو القانون الأساسي، وليس قانون الانتخابات، وقد عالجنا الموضوع بأن يصدر مرسوم رئاسي بديباجة معينة تؤكد مكانة ودر منظمة التحرير كمظلة سياسية والالتزام بالقانون الأساسي”.

وفي نهاية مداخلته، رأى كحيل أن الانتخابات قد تؤدي إلى إنهاء الانقسام إذا توفرت النوايا والإرادة.

مجلي: القضية الفلسطينية في ظل السياسة الإسرائيلية الحالية في خطر

بدوره، حذر نظير مجلي في مداخلته من أن “القضية الفلسطينية في ظل السياسة الإسرائيلية الحالية في خطر”.

وتحدث عن فلسطينيي الداخل في ضوء ثلاث انتخابات في عام، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه من الممكن أن تكون هناك انتخابات إسرائيلية رابعة.

وأكد مجلي أهمية الوحدة في قائمة عربية مشتركة، لإسماع صوت الجمهور العربي وقواه السياسية، والتأثير في الخطاب السياسي، بما يخدم قضاياهم والقضية الفلسطينية وتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

وأضاف مجلي: لا يكتفي الجمهور العربي بالوحدة فقط، بل يريد الرجوع إلى أيام توفيق زيّاد وعبد الوهاب دراوشة والعمل على تشكيل الكتلة المانعة عام 1992 في عهد حكومة إسحاق رابين.

واعتبر مجلي أنه “ليس بالإمكان الآن التحالف مع القوائم اليهودية، ولكن من الضروري أن يكون هناك نوعٌ من التحالف، بما يؤثر سياسياً، ويخدم حتى على مستوى القضية الفلسطينية”.

واعتبر مجلي أن غانتس “يخلق بديلاً آخر، ويفتح الطريق أمام بديل جديد، والجمهور العربي لم يعد يكتفي أن يكون دور العرب في الداخل تقليدياً، بل يجب أن يتقدموا خطوةً في الخطاب السياسي”.

الندوة بدعم من الاصدقاء والشركاء في مركز اولف بالم الدولي